حُقّ للمقاومة أن تفتخر بشعبها وناسها الذين هيؤوا أنفسهم لدخول معركة طاحنة مع الاحتلال من أجل إنهاء الحصار ورفع الظلم عن قطاع غزة ، مقاومة بحاضنة شعبية قوية ومتينة لن تتراجع ولن تخضع لأي ابتزاز ولا شروط .
فيا أيها العدو الصهيوني، مؤكد أنك تابعت كل ما ورد في وسائل التواصل الاجتماعي من حالة فريدة بأن شعباً بكل أطيافه جاهز لأن يخوض معك إلى أبعد نقطة من أجل أن يعيش حياة كريمة ، وهذا نذير خطر لك أيها العدو بأنه مقابل أي ضغط على شعبنا ومقاومته فلن تجد إلا مواجهة قوية .
وأيضا هي رسالة لقيادة المقاومة بأن خلفك شعبًا عظيمًا مقاومًا لديه الاستعداد أن يخوض معك أي معركة في سبيل الحرية والكرامة .
أما عن التفاهمات التي وردت في بيان حركة حماس الذي صدر مساء الإثنين 31 أغسطس فهي علامة قوة للمقاومة وليس تراجعا عن شروطها كما وصفها البعض.
وذلك لأن المقاومة أصرت على رفع الحصار عن قطاع غزة وهي لم تستخدم في معركتها الأخيرة إلا البالونات الحارقة بمختلف أحجامها التي أربكت الاحتلال وجعلته يقف على رجل واحدة .
كلنا شاهد صورة الفتى الذي كان جالسا واضعاً ساقًا على ساق بكل هدوء وسكينة وحوله البالونات الحارقة قبل إطلاقها تجاه الاحتلال، هذه الصورة لخصت الموقف بشكل دقيق وأظهرت قوة شعبنا ومقاومته في مقابل حالة الخوف لدى المستوطنين وإرباك أجهزته، هذا الفتى الذي حرك الوفود من أجل احتواء التصعيد، وهناك من سيقلل من قيمة هذا الإنجاز الذي جعل الاحتلال يتنازل ويخضع لشروط المقاومة التي يأتي في مقدمتها تحسين الكهرباء من خلال خط 161 ما سيحسن وصول التيار الكهربائي إلى حد كبير، وأيضا تشغيل آلاف الشباب عبر مشاريع كبيرة وحيوية، وكذلك فتح المجال التجاري.
هذه الحلول جاءت دون أي دماء ولا دمار و بالعكس هي جاءت بعد خسائر فادحة تكبدها الاحتلال بسبب الحرائق و إرباك الجبهة الداخلية الصهيونية .
وبالتالي فعلينا أن ننتبه إلى أن الاحتلال هو الذي تراجع وخضع لما فرضته المقاومة في مقابل أنه لم ينفذ ما هدد به قادته من تنفيذ اغتيالات وقصف وتدمير لغزة في حال لم تتوقف البالونات الحارقة .